الدراسات الاستشرافية للغابات في إفريقيا
مقدمة
تؤدي الغابات الأفريقية وظائف بيئية واقتصادية واجتماعية وثقافية أساسية، وإذ تمر القارة بمرحلة تحول سياسية واقتصادية واجتماعية سريعة، وهي تغيرات قد يزداد زخمها خلال العقدين القادمين، فإن العلاقة بين المجتمع والغابات ستخضع حتما لإعادة نظر، مما سيغيرمن الأهمية النسبية لمختلف وظائف الغابات. تواجه الغابات والقطاع الحرجي في أفريقيا عددا من المشاكل في الوقت الحاضر، بما فيها التدهور السريع للغطاء الحرجي وتراجع التنوع البيولوجي وتعرضها لاستعمالات متنوعة وغير مستدامة تلقي بظلال الشك على تدفق السلع والخدمات في المستقبل.
كما يواجه أصحاب الشأن على مختلف المستويات عددا من المشاكل المتعلقة بالوضع الحالي والمستقبلي للموارد الحرجية وقدرتها على المساهمة في عملية التنمية المستدامة.
بدأ تنفيذ الدراسة الاستشرافية للغابات في أفريقيا بمبادرة من هيئة الغابات والحياة البرية في أفريقيا وهيئة غابات الشرق الأدنى، بهدف تقديم عرض للفرص والعوائق الناشئة التي ستواجه أفريقيا. وباستخدام إطار زمني يمتد حتى 2020، تنظر الدراسة الاستشرافية المذكورة في مختلف القوة الموجهة للتغيير والتصورات البديلة وتبعاتها على العلاقة بين المجتمع والغلبات، كما ترسم صورة لمستقبل بديل في إطار الجهود المبذولة حاليا لتحقيق التحول السياسي والاقتصادي والاجتماعي. ومن أهم ما ستتمخض عنه الدراسة الاستشرافية للغابات في أفريقيا خمسة تقارير إقليمية فرعية تقدم تقييما معمقا للتغيرات الناشئة في كل من أقاليم أفريقيا الفرعية، وتقريرا إقليميا يعرض صورة عامة للوضع في القارة بأكملها. يقدم هذا المنشور لمحة عما سيحدث خلال السنوات العشرين القادمة، ويبرز الأولويات والاستراتيجيات الرامية إلى تحسين مساهمة القطاع الحرجي في التنمية الأفريقية.
القطاع الحرجي الأفريقي:
بعض الأسئلة
- هل سيستمر المعدل الحالي لإزالة الغابات بسبب تزايد الطلب على الأرض والمنتجات؟
- هـل يمكن للغابات الأريقية تلبية الطلب المتزايد على المنتجات والخدمات بصورة مستدامة؟
- ما هو الدور الذي يمكن أن تؤديه الغابات في تخفيف وطئة الفقر؟
- هل من المحتمل أن نشهد ظهور قطاع حرجي مختلف يتميز بقدرته على الاستمرار من الناحية البيئية وبكفاءته الاقتصادية ويحظى بالقبول اجتماعيا وثقافيا؟
- كيف يتكيف القطاع الحرجي الافريقي مع قوى العولمة؟ وكيف يتفادى العثرات ويستغل الفرص الناشئة كامل الاستغلال؟
- كيف يمكن لأفريقيا الاستفادة بصمورة مثلى من موارد الغابات والحياة البرية الفريدة فيها؟
- الأقاليم الفرعية وفقا للدراسة الاستشرافية للغابات في أفريقيا
بوشر العمل على الدراسة الاستشرافية المنكورة بوصفها مبادرة عالية التشاركية تضم كافة البلدان وأهم المنظمات في أفريقيا، ونظرا للتنوع الكنير في أفريقيا، فقد اعتمدت الدراسة نهجا إقليميا فرعيا وقسمت أفريقيا إلى خمسة أقاليم فرعية.
مشاركة البلدان
عين كل من البلدان منسقا قطريا لتسهيل تقديم مساهماته، وشارك المنسقون القطريون في اجتماعات التخطيط الاقليمية الفرعية وساعدوا في تحديد الأهداف والاتفاق على سير عملية تطبيق ومنتجات الدراسة الاستشرافية. وتولى كل من المنسقين القطريين تحضير عرض استشرافي خاص ببلده ، استخدم في صياغته مساهمات متنوعة المصادر، وسانده في ذلك غالبا فريق عمل من أهم أصحاب الشأن. وشكلت العروض أساس عملية الدراسة الاستشرافية المذكورة.
عملية التشاور
عقدت جولة ثانية من اجتماعات الدراسة الاقليمية القرعية لمناقشة مشروعات العيوض الاستشرافية للبلدان، ولوضع منهـج يستخدم في صياغة التقارير الإقليمية الفوعية، وعينت منظمة الأغذية والزراعة خبراء حرجيين من كل إقليم فرعي لتحضير مشاريع التقارير الإقليمية الفرعية التي عرضت للدراسة خلال اجتماع التدارس الفني الإقليمي الذي استضافته اللجنة الاقتصادية لأفريقيا في أديس أبابا في شهر أيلول/ سبتمبر2001، ثم تولت هيئة الغابات والحياة البرية فى أفريقيا وهيئة غابات الشرق الأدنى مناقشة واعتماد التقارير الإقليمية والإقليمية الفرعية المراجعة على أساس التعليقات الصادرة عن اجتماع التدارس الفني.
الشركاء الآخرون
فيما ساهمت منظمة الأغنية والزراعة في تحمل مسؤولية تنسيق وتنفيذ الدراسة الاستشرافية للغابات في أفريقيا، قدمت العديد من المنظمات الدولية والإقليمية والإقليمية الفرعية مساهمات هامة بدورها. فتولى مشروع جمع البيانات وتحليلها الذي تدعه اللجنة الأوربية تقديم المعلومات الأساسية الضرورية. وتولى مصرف التنمية الأفريقي، أكبر صندوق الائتمان السمويدي، تحضير دراسة أساسية بعنوان “السكان والدخل والموارد الحرجية”، كانت بمثابة مصدر المعلومات الأساسي عن أهم المتغيرات الديموغرافية والاقتصادية والاجتماعية. كما عمد المصرف عبر صندوق الائتمان إلى تحضير ورقتين اختصاصيتين لكل إقليم فرعي، إحداهما عن القوى الدافعة والأخرى عن القضايا الأساسية في ميدان الغابات، وأقيمت روابط مع برنامج الأمم المتحدة للبيئة بهدف التفاعل مع الدراسات الاستشرافية الجارية للبيئة في أفريقيا والعالم. كما عهد البنك الدولي بإجراء دراسة عن المسلئل المؤسسية، شملت جوانب عديدة كاللامركزية، ومشاركة المجموعات المحلية، والخصخصة، والفساد، والأنشطة غير المشروعة، وساهم مركز الأبحاث الدولية لقطاع الغابات بعرض عن المسائل العلمية والتكنولوجية، ركز بصورة خاصة على أولويات البحث والقدرة على القيام بالأبحاث.
وعبر تنفيذ الدراسة الاستشرافية للغابات في أفريقيا، استغلت منظمة الأغذية والزراعة الكم الهائل من المعلومات المتيسرة لديها، بما في ذلك تقييم الموارد الحرجية لعام 2000 والإحصاعات الخاصة بالمنتجات الحرجية، كما أجرت المنظمة دراسات لتوقعات إنتاج واستهلاك الأخشاب والمنتجلت الخشبية، واستهلاك حطب الوقود فى أفريقيا حتى عام 2030، واستطلاعا للوقوف على وجهة نظر المجتمع المدنى فيما يتعلق بوضع الغابات في أفريقيا.
الدعم الفني
أنجزت الدراسة الاستشرافية للغابات في أفريقيا بتوجيه فني عام من فريق خبراء استشاري مكون من خبراء حرجيين أفارقة.كما أنشأت منظمة الأغذية والزراعة لجنة استشارية داخلية لمراقبة تقدم الدراسة وتقديم الدعم الفني.