في دول مثل الولايات المتحدة وبعض الدول الأوروبية، تلعب مراكز الفكر دوراً هاماً في صياغة السياسات، باختلافها. سواءً السياسات الأمنية أو الاقتصادية او التنموية، بل وحتى العسكرية.
وتختلف تلك المراكز بحسب طبيعتها الإدارية والمالية والسياسية والفكرية. فتجد هنالك مراكز فكر في أقصى اليمين وأقصى اليسار، طبعا هذا بالنظر للسياسات الامريكية في الخارج، فنجد مراكز مثلا تؤيد وجود دور عسكري أمريكي خارجي وهناك من يرى العكس تماما، بتخفيض التكاليف العسكرية الخارجية وهكذا.
طبعا تؤثر المراكز في الممثلين السياسيين (كونجرس سيناتور الخ) وبعضهم يكون لهم تعاون مع تلك المراكز بحسب توجهه السياسي أو مجال اهتمامه.
وتختلف دخول المراكز، بعضها مموله مثلا من الحكومة، وغالبيتها لها أوقاف ومجلس إدارة لتلك الأوقاف
كما تختلف طبيعة تخصصات تلك المراكز من سياسات دولية- تنمية – اقتصاد- أمن- سياسات محلية.
من أشهر تلك المراكز : بروكنجز – كارنيغي – مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية – هيرتج- امريكان بروجرس . والقائمة تطول.
كانت هنالك مبادرة من جامعة بنسلفانيا لإصدار تقييم وتصنيف لتلك المراكز بحسب مدى تأثيرها في السياسات والمجتمع وتأثير الخبراء وقوتهم العلمية، وكذلك القدرات المالية لتلك المراكز.
هنالك درس هام في تلك المراكز يمكن الحديث عنه: كثير من السياسات التي تتبناها الدول مبنيه على عمل مؤسساتي وعلمي، وهنالك تمكين لدور الأوقاف في خدمة المجتمع عن طريق السياسات، وفوق ذلك المصالح الوطنية للدول.
الدكتور يحيى بن مفرح الزهراني